التأخر النمائي لدى الأطفال ودور الاختبارات النمائية في الكشف عنه

التأخر النمائي
13,302 المشاهدات

يحدث التأخر النمائي عندما لا يحقق الطفل في السنوات الخمس الأولى من العمر مراحل نموه بالمقارنة مع أقرانه من نفس المرحلة العمرية، وقد يكون ذلك في مجال نمائي واحد أو أكثر.

ويقاس مستوى التأخر النمائي بمقارنة العمر الوظيفي للطفل مع عمره الزمني، فإذا كان أقل بنسبة %33  يكون التأخر بسيطاً، وإذا تراوح بين 34%-66% يكون التأخر متوسطاً، أما إذا كان العمر الوظيفي أقل عن العمر الزمني بنسبة %67  فأكثر فيكون التأخر النمائي  شديداً.  (عبدات، 2021)

وقد أظهرت التطورات الحديثة في علوم الجهاز العصبي أدلة جديدة حول نمو دماغ الأطفال الرُضّع خلال تلك الفترة حيث تشكل أدمغتهم في السنوات الأولى روابط جديدة بمعدل مذهل يبلغ (وفقاً لمركز نمو الطفل التابع لجامعة هارفارد) أكثر من مليون رابطة في الثانية؛ وهي سرعة لن تتكرر لاحقاً قط. (https://www.unicef.org)

وتبرز هنا أهمية الاختبارات النمائية في الكشف عن التأخر النمائي لدى الأطفال من أجل التدخل المبكر  الذي قد يساعدهم على تخطي مشاكل كثيرة في المستقبل.

أنواع التأخر النمائي لدى الأطفال:

يعاني 17% من الأطفال في الولايات المتحدة الأمريكية من إعاقة سلوكية أو إعاقة نمو، مثل التوحد والإعاقة الذهنية (تعرف أيضا بالتخلف العقلي)، أو اضطراب قلة الانتباه وفرط الحركة (ADHD)، من جهة أخرى، يواجه العديد من الأطفال تأخراً في تعلم اللغة أو غيرها من المجالات الأخرى، لكن أقل من نصف الأطفال الذين لديهم مشكلات يتم اكتشافهم قبل عمر المدرسة، ويمكن تقديم المساعدة للطفل خلال هذه الفترة للتغلب على تلك المشكلات، بحيث يبدؤون المرحلة المدرسية وهم أكثر استعداداً للتعلم، وفي حال عدم اكتشاف تأخر نمو الطفل في مرحلة مبكرة، قد يؤدي ذلك إلى صعوبة في التعلم عند الالتحاق بالمدرسة . (www.cdc.gov/actearly)

هناك أنواع مختلفة من تأخيرات النمو عند الرضع والأطفال الصغار وهي تشمل مشاكل:

  • اللغة أو الكلام
  • الرؤية
  • الحركة – المهارات الحركية
  • المهارات الاجتماعية والعاطفية
  • التفكير – المهارات المعرفية

(https://www.webmd.com)

أهمية التدخل المبكر للحد من مشاكل التأخر النمائي:

إن اكتشاف أي مؤشر من مؤشرات التأخر النمائي في مرحلة مبكرة والعمل على معالجتها في الوقت المناسب قد يساعد الأطفال على تخطي مشاكل كثيرة في المستقبل. (لغريب،2019)

يساعد التدخل المبكر بتحقيق أقصى مستويات النمو للأطفال ذوي التأخر النمائي ومن أهمها  منع حدوث الإعاقة أو الحد منها والحيلولة دون تحولها  في حالة وجودها إلى عجز دائم.(لغريب، 2019)

توصل بارنت إلى “أن جميع استنتاجات الدراسات تؤلف دليلاً قاطعاً على أن الاهتمام بالطفولة والتعليم المبكر ينتج تطوراً ضخماً في النجاح،  فالأطفال من العائلات المنخفضة الدخل على وجه الخصوص الذين شاركوا في برامج عالية الجودة كانوا الأقل في الحاجة إلى دروس خاصة، والأقل في الجرائم والمشكلات السلوكية أو الفصل لاحقاً من المدرسة أثناء التعليم العام، وأكثر أماناً وثقةً في تفاعلهم مع الكبار وبقية الأطفال، وأقل في مشاكل السلوك في المراحل الأولى من التعليم العام، وحققوا أعلى الدرجات في مقاييس التفكير. (السويلم، 2013):

الاختبارات النمائية ودورها في الكشف عن التأخر النمائي:

يعتبر مقياس ميريل بالمر النمائي المراجع (M-P-R) من أهم مقاييس التطور النمائي والذي يقيس التطور المعرفي والاجتماعي والعاطفي والاعتماد على الذات، إلى جانب التطور الحركي العام والإجمالي عند الرضع والأطفال الذين تتراوح أعمارهم من 6 أشهر وحتى 6 سنوات، وهو مقياس معياري يتم تطبيقه بشكل فردي.

يعتبر مقياس ميريل بالمر من أهم مقاييس تقييم التطور النمائي لدى الأطفال لأسباب عديدة أهمها قدرته على:

  • الكشف المبكر عن التأخر النمائي.
  • التقييم الحساس للتغير في حالة الأطفال الخدج.
  • قياس التحسن التدريجي في النمو.
  • مقياس نمائي ثابت وصادق للأطفال الذين لديهم قدرات لغوية استقبالية محدودة.
  • التقييم الشامل الذي يتطلبه قانون تعليم الأفراد المعاقين (IDEA)، تطوير خطة الخدمات الأسرية الفردية (IFSP) وخطط التعليم الفردية (IEP).

يقيس مقياس ميريل بالمر الأبعاد الآتية:

  • النمو المعرفي: التعليل اللفظي والغير لفظي، الذاكرة، الحركة البصرية، وسرعة المعالجة.
  • التطور اللغوي والتواصل: اللغة الاستقبالية والتعبيرية والتي يتم تقييمها من قبل الفاحص والوالدين.
  • النمو الحركي: الحركات الدقيقة والحركات الكبرى.
  • السلوك الانفعالي- الاجتماعي: يتم تقييمها من خلال الفاحص، والوالدين.
  • مساعدة الذات، والسلوك التكيفي: يتم تقييمها من خلال الفاحص، والوالدين.

يحدث النمو حينما تتوافر للطفل فرص متكررة في تجريب المهارات والقدرات التي اكتسبها حديثاً، وينمو الأطفال ويتعلمون بصورة أفضل داخل البيئة الاجتماعية التي يشعرون فيها بالأمان والتقدير، ويتلقون الاستجابة المستمرة لاحتياجاتهم الجسمية والنفسية والاجتماعية.(السويلم، 2013)

المراجع :

  • عبدات،  روحي (2021): فاعلية برنامج تدريبي عن بُعد في تطوير مهارات الأطفال الملتحقين ببرنامج التدخل المبكر، مجلة الدراسات التربوية والنفسية- جامعة السلطان قابوس مجلد 15 عدد 3 يوليو 2021.
  • السويلم، حمود، بندر (2013): الركائز النمائية للممارسات المنهجية الملائمة في التعليم المبكر( دراسة تحليلية)  مجلة الطفولة والتنمية ،عدد ٢٠ ،مج ٥، 2013
  • لغريب، حواء، (2019-2020):  تقبل التكفل المبكر لدى أولياء الأطفال ذوي التأخر النمائي، دراسة لحالتين في المؤسسة الاستشفائية المتخصصة بالأمراض العقلية سي الحواس مشونش، مذكرة مكملة لنيل شهادة الماستر في علم ، جامعة محمد خيضر بسكرة، كلية العلوم الإنسانية الاجتماعية

مواقع الكترونية

0 Reviews

Write a Review

آخر المشاركات