مقياس ميريل بالمر النمائي ودوره في كشف النمو المعرفي لدى الطفل

مقياس ميريل بالمر
2,152 المشاهدات

يقيّم مقياس ميريل بالمر النمائي المراجع “Merrill-Palmer-R” التطور المعرفي والاجتماعي والعاطفي والاعتماد على الذات؛ إلى جانب التطور الحركي العام والإجمالي عند الرضع والأطفال الذين تتراوح أعمارهم من شهر ولغاية عمر 6 سنوات.  وهو مقياس معياري يتم تطبيقه بشكل فردي. نُشر مقياس ميريل بالمر لأول مرة في عام 1931، ونشرت النسخة المنقحة منه في عام 2004. ويعد مقياس ميريل بالمر النمائي المراجع “Merrill-Palmer-R” أداة ذات قيمة تشخيصية عالية ويستخدم للتحقق من صحة الأدوات أو الأنظمة الأخرى لفحص أو تشخيص اضطرابات النمو، والتنبؤ بالمشاكل السلوكية، وتشخيص الاضطرابات النمائية (Alcantud& Alonso,2016)

أهمية التشخيص المبكر للنمو المعرفي لدى الطفل:

نظراً للأهمية البالغة لتقييم النمو في مرحلة الطفولة المبكرة وتحديد مدى النمو العقلي والمعرفي للأطفال في هذه المرحلة وضرورة التقييمات المعرفية واللغوية والحركية لتحديد الأفراد المؤهلين لاحقاً لتقديم خدمات وفقاً لقانون تعليم المعاقين (IDEA)، أو أولئك الذين أصبحوا معاقين بسبب المرض أو الصدمة أو الولادة المبكرة، يوافق معظم خبراء القياس النفسي على أن الفحص باختبار معتمد لمرحلة ما قبل المدرسة يمكن أن يكون فعالاً من حيث التكلفة عند اتباعه بالتحقق الشامل.

حيث أكد (Bloom,J&Volk,T,2007) أن (50 %) من النمو العقلي للطفل يتم خلال السنوات الأربع الأولى من عمره، وأن) 30%) من النمو العقلي للطفل يتم بين الرابعة والثامنة، أما الـ (20%) المتبقية من النمو فإنها تكتمل بين الثامنة والسابعة عشر من عمره، أي أن ما يقرب من ) 70%) من النمو العقلي يتم بصورة نهائية خلال فترة الطفولة. (سلامة وعبدالله، 2020)

وقد أكدت العديد من الدراسات أن صعوبات التعلم التي تظهر لاحقاً خلال مسيرة الطفل التعليمية ترجع إلى ما أطلق عليه الفجوة النمائية أو النضجية Maturational Lag والتي ترجع إلى تأخر نمو بعض العمليات المعرفية فتسبب فشلا في تعلم المواد الأكاديمية المختلفة . (محمود، 2013).

دور مقياس ميريل بالمر النمائي المراجع (M-P-R)  في تشخيص التأخر المعرفي:

يرى الباحثون في التربية الخاصة وجود ارتباط قوي بين التقييم النمائي وبناء برامج في التدخل المبكر. وتدعم الأدلة البحثية التأثير الإيجابي لبرامج التدخل المبكر للأطفال الذين يعانون من إعاقات في النمو (قبل سن الثالثة).

غالباً ما يعبر أولياء أمور الأطفال المعاقين والمختصين عن قلقهم بأن غالبية مقاييس الأداء المعرفي المتاحة سابقاً لم توثق بشكل كاف الجودة وحجم المكاسب المحققة لدى الأطفال خلال عملية النمو. بناء على ما تقدم تظهر أهمية مقياس ميريل بالمر النمائي المراجع حيث يقيس النمو المعرفي للأطفال (التعليل اللفظي والغير لفظي، الذاكرة، الحركة البصرية، وسرعة المعالجة).  

يحتوي مقياس ميريل بالمر النمائي المراجع على مجموعة كاملة من النتائج نمائية شاملة ومقاييس تشخيصية وتكميلية ونماذج تقييم واستبيانات الوالدين، وذلك من أجل تزويد العائلة بمعلومات حول خطة التدخل. ويمكن استخدام نتائج الاختبار لمراقبة الأطفال الخدج، وتحديد التأخر النمائي، وتتبع التحسن في نمو الأطفال، وتقييم الأطفال الذين يعانون من ضعف السمع أو التوحد أو المهارات اللغوية المحدودة.

ميزات مقياس ميريل بالمر المراجع:

  1. يساعد P-R- M في توفير التخطيط المناسب للعلاج في التدخل المبكر في المقام الأول، والمناقشة حول أفضل طريقة لاختيار النقطة الفاصلة على مقياس النمو المستمر لتحديد ما إذا كان الأطفال ينمون بشكل نموذجي أم لا.
  2. أشارت النتائج إلى أن P-R- M هي أداة ذات صلاحية تشخيصية يمكن استخدامها للكشف عن اضطرابات النمو أو تأخر النمو خلال السنة الأولى من العمر.
  3. إن التنبؤ الذي تم إجراؤه باستخدام P-R- M والمطبق خلال السنة الأولى من حياة الأطفال قد يحسن الممارسات في التدخل المبكر.
  4. هناك عدد قليل من المقاييس النمائية والذي يعد مقياس ميريل بالمر المراجع واحداً منها، لذا من المستحسن وجود أدوات فحص يمكن استخدامها لتقييم التطور في أقرب وقت ممكن من أجل بدء التدخلات المبكرة إذا تم الكشف عن أي تأخير في النمو.
  5. إذا كان الطفل موجوداً بالفعل في مجموعة معرضة للخطر لوجود إعاقة أو تأخر نمائي، فقد يكون من المفيد التحقق من وجود الإعاقة ومراقبة التطور بمرور الوقت.
  6. في حالة الأطفال الذين يعانون من عوامل خطر معروفة ولا تظهر عليهم علامات اضطراب، يمكن أن يوفر استخدام أداة مثل P-R- M معلومات نهائية حول وجود أو عدم وجود اضطراب. (Alcantud& Alonso,2016)

لقد كشفت دراسات ونظريات النمو العقلي للأطفال والدراسات في مجال نمو المخ والجهاز العصبي من أن قسماً كبيراً من المخ والجهاز العصبي، وبالتالي ذكاء الأطفال وتفكيرهم ولغتهم يبنى خلال السنوات القليلة الأولى من عمرهم، وأن استفادتهم من كافة ما يبذل من جهود لتنميتهم تكون عند حدها الأقصى خلال هذه الأعمار، لذلك أكد العلماء والمتخصصون على ضرورة بذل كافة الجهود اللازمة لتنمية التفكير خلال مرحلة الطفولة المبكرة وقبل دخول المدرسة (سلامة وعبدالله، 2020).

المراجع:

  1. محمود،  محمد عبد العال، حازم، (2013): فاعلية برنامج تدخل مبكر للحد من القصور في بعض المهارات البصرية لأطفال الروضة ذوي صعوبات التعلم النمائية، رسالة مقدمة للحصول على درجة الماجستير في دراسات الطفولة، قسم الدراسات النفسية للأطفال، جامعة عين شمس
  2. سلامة، علي حسن، حسن، وعبد الله، محمد محمد، شهناز، (2020): فاعلية نموذج “آدي وشايرعلى تسريع نمو بعض المفاهيم العلمية وتنمية بعض مهارات التفكير لدى أطفال ما قبل المدرسة، (بحث مشتق من رسالة علمية تخصص مناهج وطرق تدريس (، مجلة شباب الباحثين في العلوم التربوية، العدد الرابع، يوليو 2020.
  3. Alcantud, Francisco,& Alonso, Yurena(2016): Predictive value of the Merrill-Palmer-R Scale applied during the first year of live, Psicología Educativa ,Volume 22, Issue 2, December 2016, Pages 87-92

0 Reviews

Write a Review

آخر المشاركات