التنظيم الهرمي للقدرات المعرفية في مقياس لايتر الأدائي العالمي النسخة الثانية أو المعدلة (Leiter-R): دراسة مستندة إلى نموذج غوستافسون.

43 المشاهدات


مقدمة حول نموذج غوستافسون الهرمي للقدرات المعرفية:


قدم العالم السويدي إريك غوستافسون (Erik Gustafsson) مساهمات جوهرية في مجال دراسة الذكاء والقدرات المعرفية، وذلك من خلال تطوير نموذج هرمي فريد يوضح العلاقات بين مختلف أنواع الذكاء. يعتمد هذا النموذج على تحليل القدرات المعرفية استنادًا إلى العلاقات الهيكلية الخطية، وهي فلسفة ترى أن قوة العلاقة الخطية بين متغيرات الذكاء تعكس مدى تقاربها وارتباطها.
النموذج الهرمي لغوستافسون:
يتكون نموذج غوستافسون من ثلاثة مستويات:

  • المستوى الأول: يترأس الهرم الذكاء العام، الذي يمثل القدرة المعرفية الشاملة للفرد.
  • المستوى الثاني: يضم ثلاثة أنواع رئيسية من الذكاء، تختلف في ارتباطها بالذكاء العام وفقًا لقوة العلاقات الخطية بينها:
  • الذكاء السائل/التحليلي: يقع مباشرة أسفل الذكاء العام ويمثل القدرة على حل المشكلات الجديدة والتفكير المنطقي.
  • الذكاء البصري: يمثل القدرة على التصور البصري والعلاقات المكانية.
  • الذكاء المكتسب: يمثل المعرفة والمهارات المكتسبة من الخبرات السابقة.
  • المستوى الثالث: يتضمن مجموعة من القدرات الفرعية التي تشكل الأنواع الثلاثة الرئيسية من الذكاء، ويتم قياسها من خلال مجموعة متنوعة من الاختبارات المعرفية.
    منهجية البحث واستخدام تقنية LISREL:
    استخدم غوستافسون تقنية إحصائية متطورة تسمى LISREL، اختصارًا لـ Linear Structural Relations (العلاقات الهيكلية الخطية)، لتحليل العلاقات بين متغيرات الذكاء. تم تطوير هذه التقنية بواسطة كارل جوريسكوج (Karl Jöreskog) وداج سوربوم (Dag Sörbom)، وهي أداة قوية لتحليل البيانات في العلوم الاجتماعية والسلوكية.
    في دراسة أجراها عام 1987 بجامعة غوتنبرغ (University of Gothenburg)، سعى غوستافسون إلى التحقق من فرضية أن الذكاء السائل/التحليلي يكافئ الذكاء العام. كما أراد التأكيد على نتائج دراسة أوندهايم (Undheim) عام 1981، التي استخدمت نموذج شميد وليمان (Schmid & Leiman) الهرمي المتعامد.
    دراسة غوستافسون عام 1987 ونتائجها:
    طبق غوستافسون برنامج LISREL على أداء حوالي 1200 طفل سويدي في سن 12 عامًا، باستخدام 26 اختبارًا معرفيًا، من بينها:
  • اختبارات فرعية من مقياس وكسلر لذكاء الأطفال (WISC):
  • تصميم المكعبات (Block Design – BD)
  • تجميع الأشياء (Object Assembly – OA)
  • مدى سعة الأرقام (Digit Span Forward – DSF)
  • مدى استعادة الأرقام (Digit Span Backward – DSB)
  • الاستدلال الحسابي (Arithmetic Reasoning – WAR)
  • المفردات (Vocabulary – VOC)
  • المعلومات (Information – INF)
  • الاستيعاب (Comprehension – COM)
  • اختبارات أخرى:
  • عد المكعبات (Block Counting – BC)
  • لوحة نموذج الورق (Paper Form Board – PFB)
  • الفتحات المثقوبة (Punched Holes – PH)
  • تدوير البطاقة (Card Rotations – CR)
  • تدوير العلم (Flag Rotations – FR)
  • اختبار وري فرنك ستريت لإكمال الشكل الجشطالتي الجزء الأول
    ( Roy Frink Street Gestalt Part I – SG1)
  • اختبار وري فرنك ستريت لإكمال الشكل الجشطالتي الجزء الثاني
    ( Roy Frink Street Gestalt Part II – SG2)
  • القياس الشكلي (Figure Analogies – FA)
  • التصنيف الشكلي (Figure Classification – FC)
  • الاستبعاد الشكلي (Figure Exclusion – FE)
  • المصفوفات الشكلية (Figure Matrix – FM)
  • التفكير الحسابي (Arithmetic Reasoning – AR)
  • الحقائق الضرورية ج(Necessary Facts – NF)
  • المرادفات (Synonyms – SYN)
  • تحديد الحروف (Letter Identification – LI)
  • الهويات الرمزية (Symbol Identities – SI)
  • جمع الأرقام (Number Addition – NA)
  • ضرب الأرقام (Number Multiplication – NM)
    أظهر تحليل النتائج باستخدام LISREL أن عامل الذكاء السائل/التحليلي كان مكافئًا لعامل الذكاء العام، مما يدعم الفرضية التي وضعها غوستافسون.
    توظيف نموذج غوستافسون في مقياس لايتر الأدائي العالمي-النسخة المعدلة (Leiter-R):
    اعتمدت البنية النظرية لمقياس لايتر الأدائي العالمي-النسخة المعدلة (Leiter-R) على نموذج غوستافسون الهرمي للقدرات المعرفية. وفقًا لهذا النموذج، تم تنظيم القدرات المعرفية على ثلاثة مستويات:
  • الذكاء العام: يقع في قمة الهرم ويمثل القدرة المعرفية الشاملة.
  • أنواع الذكاء: تقع في المستوى الثاني، وتشمل:
  • الذكاء السائل/التحليلي: يقع مباشرة أسفل الذكاء العام، مما يعكس علاقة خطية قوية بينهما. يتكون من القدرات التالية:
    • الاستقراء
    • إدراك العلاقات الشكلية
    • مدى الذاكرة
    • السرعة في الإغلاق
  • الذكاء البصري: يتكون من القدرات التالية:
    • المرونة في الإغلاق
    • التوجيه المكاني
    • الإدراك البصري
  • الذكاء المكتسب: يتكون من القدرات التالية:
    • الاستيعاب اللفظي
    • الأداء اللفظي
    • الأداء العددي
  • القدرات الفرعية: تقع في المستوى الثالث، وتشكل الأنواع الثلاثة الرئيسية من الذكاء.
    أهمية توظيف نموذج غوستافسون:
    يمثل استخدام نموذج غوستافسون في مقياس لايتر الأدائي العالمي-النسخة المعدلة (Leiter-R) نقلة نوعية في تطوير نظريات الذكاء وتطبيقاتها في بناء مقاييس الذكاء. فقد قام الدكتور جال رويد (Dr. Roid) بتطوير هذا الاستخدام في مرحلة المراجعة، ودمج النموذج مع نظرية كارول للطبقات، مما أدى إلى توسيع البناء المعرفي للأداة وتقديم مفهوم جديد في تطوير مقاييس الذكاء والقدرات المعرفية.
    المراجع:
  • رويد، جي. إتش. وميلر، إل. جيه. (1995، 1997). مقياس لايتر الأدائي العالمي-النسخة المعدلة. وود ديل، إلينوي: ستويلتينج كو.
  • (Roid, G.H., & Miller, L.J. (1995, 1997). Leiter International Performance Scale-Revised. Wood Dale, IL: Stoelting Co.)
  • غوستافسون، إريك. (1984). التنظيم الهرمي للقدرات المعرفية: استعادة الذكاء العام من خلال استخدام العلاقات الهيكلية الخطية. بحوث السلوك متعدد المتغيرات, 19(3), 203-241.
  • (Gustafsson, E. (1984). The hierarchical organization of cognitive abilities: Restoring general intelligence through the use of linear structural relations. Multivariate Behavioral Research, 19(3), 203-241.)

  • كاتب المقال:
  • أحمد حمدان
  • أخصائي علم النفس الإكلينيكي
  • باحث دكتوراة في علم النفس الاجتماعي السياسي الاقتصادي – جامعة ساراتوف الحكومية (SSU)
  • مقنن مقياس لايتر الأدائي العالمي للذكاء النسخة الثالثة الصورة العربية لايتر AV-3

آخر المشاركات

الاختبارات النمائية

التنظيم الهرمي للقدرات المعرفية في مقياس لايتر الأدائي العالمي النسخة الثانية أو المعدلة (Leiter-R): دراسة مستندة إلى نموذج غوستافسون.

مقدمة حول نموذج غوستافسون الهرمي للقدرات المعرفية: قدم العالم السويدي إريك غوستافسون (Erik Gustafsson) مساهمات

اقرا المزيد