تحليل العلاقة بين مقياس لايتر للذكاء واختبارات مثل Knox Cube و Porteus Maze

48 المشاهدات


مقدمة

يُعد مقياس لايتر للذكاء واحدًا من أهم الأدوات غير اللفظية المستخدمة في قياس الذكاء، حيث يهدف إلى تقديم تقييم دقيق للقدرات العقلية دون الحاجة إلى اللغة المنطوقة أو المكتوبة. إلى جانب مقياس لايتر للذكاء، توجد اختبارات أخرى مثل اختبار مكعب نوكس (Knox Cube Test) واختبار متاهة بورتيوس (Porteus Maze Test)، والتي تشترك معه في بعض الأبعاد لكنها تختلف في آليات التقييم والتفسير.

تهدف هذه المقالة إلى تحليل العلاقة بين مقياس لايتر للذكاء (الصورة الأولى) وهذه الاختبارات، وتسليط الضوء على أوجه التشابه والاختلاف بينها، إضافة إلى استعراض مدى تقاربها من حيث الصدق، الثبات، والقدرة التمييزية.


  1. اختبار مكعب نوكس (Knox Cube Test)

تم تطوير اختبار مكعب نوكس من قبل هوارد أندرو نوكس (Howard Andrew Knox) عام 1913 كجزء من محاولاته لتقييم الذكاء لدى المهاجرين في جزيرة إليس بالولايات المتحدة الأمريكية. كان الهدف الرئيسي من هذا الاختبار هو تقديم أداة قياس غير لفظية لتقييم الذاكرة العاملة والإدراك البصري الحركي.

علاقته بمقياس لايتر للذكاء

📌 أوجه التشابه:

كلا الاختبارين غير لفظيين، مما يجعلهما مناسبين للأفراد الذين يعانون من صعوبات لغوية أو تعليمية.

يعتمدان على الإدراك البصري والتنسيق الحركي البصري، حيث يتطلب كل منهما قدرة على معالجة المعلومات الحسية بشكل سريع ودقيق.

يمكن استخدام كلا الاختبارين في تشخيص اضطرابات النمو والتعلم، خاصة في حالات ضعف الذاكرة العاملة والانتباه.

📌 أوجه الاختلاف:

مقياس لايتر للذكاء أكثر شمولية، حيث يقيس عدة أبعاد معرفية مثل الاستدلال، التجريد، حل المشكلات، والإدراك البصري المكاني، بينما يركز اختبار مكعب نوكس على الذاكرة التسلسلية والتنسيق البصري الحركي.

مقياس لايتر للذكاء يوفر نتائج معيارية متعددة الأبعاد، بينما اختبار مكعب نوكس محدود من حيث تحليل القدرات العقلية العامة.


  1. اختبار متاهة بورتيوس (Porteus Maze Test)

تم تطوير اختبار متاهة بورتيوس من قبل ستانلي ديفيد بورتيوس (Stanley David Porteus) عام 1915، حيث كان يعمل رئيسًا لقسم علم النفس الإكلينيكي في جامعة هاواي. كان الهدف الأساسي من تطوير هذا الاختبار هو قياس القدرة على التخطيط وحل المشكلات عند الأطفال والبالغين. يعتمد الاختبار على تقديم مجموعة من المتاهات الورقية، حيث يُطلب من المفحوص إيجاد المسار الصحيح دون الرجوع أو تصحيح الأخطاء، مما يجعله أداة فعالة لتقييم الوظائف التنفيذية.

علاقته بمقياس لايتر للذكاء

📌 أوجه التشابه:

كلا الاختبارين يركزان على المهارات غير اللفظية في التفكير وحل المشكلات.

يستخدمان لتقييم القدرات والوظائف التنفيذية والإدراكية مثل التخطيط الاستراتيجي، التنظيم، والقدرة على اتخاذ القرار.

يتم تطبيقهما في تشخيص اضطرابات النمو العصبي مثل اضطراب طيف التوحد (ASD) واضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD).

📌 أوجه الاختلاف:

اختبار متاهة بورتيوس يعتمد بشكل أساسي على التخطيط والانتباه البصري المكاني، بينما يتضمن مقياس لايتر للذكاء اختبارات أكثر تنوعًا تشمل الاستدلال والتفكير المنطقي.

مقياس لايتر للذكاء يستخدم درجات معيارية لتقييم الأداء، بينما يعتمد اختبار بورتيوس على الزمن المستغرق وعدد الأخطاء كمؤشرات رئيسية للأداء.


  1. معاملات الارتباط بين الاختبارات

في إحدى الدراسات التي قارنت بين هذه الاختبارات، تم العثور على معاملات ارتباط مرتفعة بين مقياس لايتر للذكاء واختبار متاهة بورتيوس، حيث بلغ معامل الارتباط بينهما 0.72، مما يشير إلى تقارب كبير في قياس مهارات حل المشكلات غير اللفظية.

أما اختبار مكعب نوكس فقد أظهر معامل ارتباط أقل مع مقياس لايتر للذكاء، حيث بلغ 0.55، وهو ما يعكس الطبيعة المحددة لهذا الاختبار في تقييم الذاكرة التسلسلية بدلاً من الذكاء العام.


  1. أي الاختبارات أكثر دقة في قياس الذكاء؟

📌 مقياس لايتر للذكاء (الصورة الأولى): ✅ الأكثر شمولية، يقيس الاستدلال وحل المشكلات بطريقة معيارية.
📌 اختبار متاهة بورتيوس: جيد في تقييم التخطيط التنفيذي والوظائف التنفيذية.
📌 اختبار مكعب نوكس: مفيد في تقييم الذاكرة العاملة والتنسيق البصري الحركي لكنه محدود من حيث تقييم الذكاء العام.

النتيجة: يُفضل استخدام مقياس لايتر للذكاء عند الحاجة إلى تقييم شامل للقدرات العقلية، بينما تُستخدم الاختبارات الأخرى في قياس جوانب معرفية محددة.


خاتمة

يُعد مقياس لايتر للذكاء، اختبار مكعب نوكس، واختبار متاهة بورتيوس من الأدوات المهمة في علم النفس، حيث توفر طرقًا مختلفة لتقييم الذكاء والوظائف المعرفية غير اللفظية. على الرغم من وجود تشابهات بين هذه الاختبارات، إلا أن لكل منها نقاط قوة تجعله مناسبًا لأغراض تقييمية معينة. وبالتالي، فإن اختيار الاختبار المناسب يعتمد على الهدف من التقييم والفئة المستهدفة.


بقلم

✍ أ. مهند صباح
🔹 أخصائي علم نفس النمو
🔹 مدرب معتمد على مقياس لايتر الأدائي العالمي للذكاء النسخة الثالثة الصورة العربية (Leiter-3 AV)


المراجع:

Leiter, R. G. (1936). The Leiter International Performance Scale. University of Hawaii Research Publications (No. 13). University of Hawaii.

Porteus, S. D. (1915). The Maze Test and Its Applications. Psychological Review, 22(5), 361-374.

Knox, H. A. (1913). A Test for Mental Defectives. Journal of Nervous and Mental Disease, 40(11), 743-752.

آخر المشاركات

الاختبارات النمائية

التنظيم الهرمي للقدرات المعرفية في مقياس لايتر الأدائي العالمي النسخة الثانية أو المعدلة (Leiter-R): دراسة مستندة إلى نموذج غوستافسون.

مقدمة حول نموذج غوستافسون الهرمي للقدرات المعرفية: قدم العالم السويدي إريك غوستافسون (Erik Gustafsson) مساهمات

اقرا المزيد