صندوق الرمل أحد الأساليب العلاجية النفسية الجديدة

846 المشاهدات

صندوق الرمل هو أحد الأساليب العلاجية الإبداعية والقائمة على العديد من الأسس النفسية والعصبية، التي تعمل على معالجة الخبرات الانفعالية بإطار من الرمزية، والتخيل والتلقائية، مما يسمح بالاقتراب من التجارب المؤلمة والتعبير عنها، وإتاحة المجال أمام تفعيل وتنشيط إمكانيات ومصادر الفرد الشخصية للشفاء الذاتي.

يعتمد العلاج النفسي بصندوق الرمل على مفاهيم علم النفس التحليلي الدينامي، والذي حظي باهتمام كبير جداً لدى عالم النفس التحليلي السويسري يونج، والذي ربط بينه وبين قدرة الفرد على الإسقاط والتمثيل الرمزي للنماذج النفسية الأولية (البريء، واليتيم، والبطل، والراعي، والمكتشف، والمتأثر، والمحب، والمبتكر، والبهلوان، والعاقل، والساحر، والحاكم) والتي تعكس الجوانب المباشرة للخبرات الانفعالية والحياتية التي يعيشها الفرد.

صندوق الرمل تجربة علاجية ثلاثية الأبعاد

ينطلق العلاج بصندوق الرمل من أن الآلام وجروح الماضي تعطل النمو النفسي الطبيعي للإنسان، لذا يتم العمل على توسيع نطاق الوعي بالخبرات الماضية في سبيل تهيئة الفرصة لاستعادة الإنسان لكليته ونموه النفسي الطبيعي، من خلال بناء مشهد يعكس عالمه الداخلي ويتيح المجال أمام الوعي بأوجه التناقض لديه، وتعزيز فرص التواصل مع ذاته الحقيقة.

كما أن هذا العلاج يتيح الفرصة لبناء تجربة علاجية ثلاثية الأبعاد (الفرد، والخبرة، والمعنى)، تتكامل فيها الأبعاد الحسية – العصبية، والادراكية-المعرفية، والانفعالية في إطار من المعالجة المتزامنة التي تمكن من إعادة إنتاج مدلولات مختلفة للخبرات وتطويعها لبناء مصادر الفرد الذاتية وتعزز أبعاد منعته الفردية.

كما أن قدرة صندوق الرمل على التنظيم الذاتي والتعبير الانفعالي، وإعادة اختبار الواقع، والتوسع بالخيال، وبناء الرمزية، وإعادة الإشراط، يعطي المجال أمام استخدامه للتعامل مع المشكلات المرتبطة بالقلق، واضطرابات ما بعد الصدمة، ونقص المهارات الاجتماعية، والتعامل مع المخاوف والتعبير عنها، وضحايا التنمر والعنف بأشكاله المختلفة، وتدني اعتبار الذات، والعديد من مظاهر عدم التنظيم الانفعالي.

ما هو العلاج النفسي بالرمل؟

العلاج النفسي بالرمل هو مزيج من العلاج باللعب والفن، يقوم المعالج بتزويد المريض بصينية أو صندوق مملوء بالرمل بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من الألعاب المصغرة لخلق عالم من الألعاب.

قد تشمل الألعاب أي شيء من حيوانات المزرعة والديناصورات إلى الأشخاص والسيارات، الأشجار والأسوار والبوابات والأبواب والمباني أيضاً،ويختار المرضى الألعاب المراد دمجها في الدرج وترتيبها بأي طريقة يريدونها، وفي الوقت نفسه، يعمل المعالج بشكل أساسي كمراقب ونادراً ما يقاطع المريض، حيث يخلق المرضى عالماً يمثل صراعاتهم الداخلية. بعد اكتمال اللعب بالرمل ، غالباً ما يناقش المعالج والمريض ما تم ملاحظته الألعاب التي تم اختيارها وكيفية ترتيبها وأي معاني رمزية أو مجازية، وقد يختار المريض بعد ذلك إعادة ترتيب الألعاب بناءً على المناقشة.

مبادئ العلاج بالرمل:

  1. الشفاء الانفعالي يحتاج الى وقت وراحة كما يحتاج الشفاء الجسدي​
  2. الاختلاف ما بين السلوك المقبول بغرفة العلاج والحياة اليومية يجب ان يكون واضح، على اية حال اذا شعور المنتفع بالأمان الكافي للسماح بتحرير انفعالاته في غرف العلاج، فانه من المعتاد ان يقلل الميل والحاجة للتعبير عن انفعالاته السلبية بمواقف الحياه اليومية. ​
  3. الاستخدام الامن للأسلوب يعتمد بشكل كبير على عوامل النمو الشخصي والقدرة على التعاطف والتفاعل بعيدا عن الاحكام. ​
  4. ان تفسير عالم المنتفع الداخلي ورموزه من خلال ملاحظات خارجية قد يكبح اكتشاف الذات، لذا من الاهمية عدم نصيحه المنتفع حول عالمه الداخلي، او اعطاء معاني للعب بالرمل، او الرموز المتخيلة. 

مراحل عملية العلاج بصندوق الرمل:

بالاستناد الى وينريب (1983) تشير الى ثمانية مراحل في العلاج بصندوق الرمل مع الراشدين تظهر معظم الاحيان ولربما تتداخل

  1. ان المشهد الاول يشير بالعادة الى شيء واقعي ولربما يعطي مؤشرات لمشكلات وحلول محتملة لها. 
  2. الصورة بمعظم الاحيان الى تعكس ان المنتفع قد غاص الى مستوى اعمق بالشخصية، وبشكل اكثر تحديد الظل واللاشعور الشخصي، هذه الصور قد يغلب عليها الفوضى والتعبير  عن محتويات غير شعورية. 
  3. مع الاستمرار العملية بالتقدم وظهور مستويات مختلفة من حلول المشكلات. مما يسهم في اطلاق طاقة تسمح بالعمل العميق على النفس، وينقل الى المرحلة الرابعة والتي يتم فيها لمس والشعور بكلية الذات. ​
  4. بهذه المرحلة تظهر صور المركز او  وحدة الاضداد مع الرموز الروحية والدينية. ولربما المنتفع بهذه المرحلة يختبر الاحساس بالقدسيةـ ويشير المنتفع الاحساس بلمس الذات (الموطن). ​
  5. بعد الارتباط مع الذات الكبرى، يكون هناك مؤشرات على الانا المتحول في الصور على الرمل، لربما يختار المنتفع شكل او تمثال محدد من نفس الجنس يكون متوحد معه شعوريا، ولربما يظهر بشكل منظم ومستمر خلال بقية العملية. بهذه المرحلة تبدا الصورة على الصندوق اكثر ابداعا وتنظيما، بينما في المراحل المبكرة يسقط  المنتفع بشكل لاشعوري على الشكل او التمثال، بهذه المرحلة هناك طاقه اكثر وعي وتأكيد حول المعنى الشخصي، ويكون الشكل اكثر وضوحا بالاستعارة التي يحملها حول ابعاد الذات. ​
  6. يظهر رمز يمثل الجنس الاخر بشكل منتظم ومرتب ويشير الى الترابط الى ما اشار  اليه يونج بـــــــــــ( أنيموس، أنيما)، وهو يمثل التأثير المتوازن. وبهذه المرحلة يسعى المنتفع بفاعلية الى رؤية بناءة للحياة لطاقته المتجددة.​
  7. مع اقتراب العملية من الانتهاء تظهر رموز دينية او روحانية، او رموز دينية مجردة( تظهر لأول مرة، او يعاد ظهورها)​
  8. للبعض، فان المرحلة النهائية تكون جلسات لمراجعة متكررة يرافقها صور للمشاهد التي قام المنتفع ببنائها من الجلسات السابقة، هذا يسمح ان يعطي المنتفع الوقت لربط خيوط الاستبصار الذي حققه، ومسح تضاريس النفس التي تم استكشافها لتجتمع معها بمعنى وتأثير جديدان. ​

0 Reviews

Write a Review

آخر المشاركات