تظهر أهمية قياس قدرات الذكاء غير اللفظي عند الأطفال اللاجئين والنازحين حيث أصبحت الدول العربية أشد المناطق تأثراً بالهجرة والنزوح، فبينما تمثل هذه الدول نسبة 5% من سكان العالم، فهي تضم 32% من لاجئيه و38% من النازحين داخلياً بفعل الحروب والصراعات، ويوجد في لبنان والأردن أعلى نسبة من اللاجئين بالقياس إلى عدد السكان حسب “التقرير العالمي لرصد التعليم لعام 2019”.
يعاني اللاجئون العرب وخاصة الأطفال منهم العديد من التحديات والمشاكل النفسية والاضطرابات السلوكية، وأحياناً تفشل محاولات مساعدتهم وتشخيص قدراتهم المعرفية بسبب الاعتماد على أدوات تقييم تعتمد على اللغة مما ينتج أخطاء في التعرف على قدراتهم بسبب عدم الملائمة اللغوية لبنود المقاييس المستخدمة الناتجة عن الترجمة أو التحيز الثقافي.
فقد بينت الدراسات في هذا السياق بأن الأطفال اللاجئين والنازحين يظهرون قدرات لغوية أضعفTösten, Toprak and Kayan, 2017))، فالظروف النفسية التي يمر بها الأطفال اللاجئين والنازحين تؤثر على ذاكرتهم العاملة والوظائف العقلية التنفيذية (Chen et al. , 2019). بالإضافة إلى أن الأطفال اللاجئين السوريين المقيمون بتركيا أظهروا مستوى أقل من الذكاء السائل وقدرات الاستدلال مقارنة بالأطفال الغير لاجئين(Özlem , Rabagliati, 2021).
المشكلات المعرفية التي يعاني منها الأطفال بسبب اللجوء والنزوح
من المعروف أن الأطفال اللاجئين والنازحين لديهم العديد من المشكلات المعرفية، فقد يُحرم الأطفال اللاجئون من اللعب وفرص التعليم المدرسي بدرجات متفاوتة حسب السلامة والموارد المتاحة في أماكن اقامتهم، حتى بعد إعادة التوطين للأطفال اللاجئين فإن الضغوطات المرتبطة بالتمييز، ، والفقر المزمن، قد يحد من مشاركة الطفل الكاملة في المدرسة والفرص التي تسهم في نموهم المعرفي، واستمرار مثل هذه الظروف لفترة طويلة قد يساهم في تأخر النمو المعرفي لديهم.
هناك ارتباط بين تعرض الأطفال للصدمات والخلل بالوظائف المعرفية التنفيذية، والذاكرة، والانتباه، والقدرات الاستدلالية، وبشكل خاص فإن أعراض الصدمة تسهم في إبطاء المعالجة المعرفية مثل القدرة على حل المشكلات، والتحول ما بين التفكير الملموس والمجرد.
الحاجة إلى أدوات تقييم معرفي متحررة من الثقافة
إن أدوات التقييم المعرفي المعيارية والتي تم التحقق من صدقها وثباتها في الولايات المتحدة الأمريكية للناطقين باللغة الإنجليزية قد لا تتناسب مع التقييم المعرفي للأطفال اللاجئين والنازحين الذي يعانون من ضعف وتأخر معرفي وحرمان تعليمي، لذا تبرز هنا الحاجة إلى الاعتماد على أدوات تقييم معرفي تعتمد على مؤشرات غير لفظية، وغير متحيزة ثقافياً مثل اختبار لايتر-3، والذي يرتكز في إطاره النظري على التحرر من الثقافة واللغة والخلفية التعليمية في إجراء التقييم، والذي يعتمد على تحليل المعلومات وحل المشكلات باستخدام المنطق البصري أو العملي، ومن هذا المنطلق تبرز الحاجة إلى استخدام مقاييس قدرات غير لفظية:
- تقيس مقاييس الذكاء غير اللفظي المنطق غير اللفظي، ويتم استخدامها لتقييم الطلاب الذين لديهم مشاكل في معالجة اللغة كالأطفال المهاجرين والنازحين الذين يواجهون مشكلات مع لغة البلاد الجديدة التي انتقلوا اليها.
- صممت هذه الاختبارات للطلاب الذين يعانون من مشاكل في النطق أو اللغة أو السمع أو اضطراب طيف التوحد.
- يمكّن الطلاب من تحليل وحل المشكلات المعقدة دون الاعتماد على القدرات اللغوية أو الحد منها.
- يتجاوز الاضطرابات النفسية التي تخلقها ظروف الهجرة.
- تحاول التقييمات غير اللفظية إزالة الحواجز اللغوية في تقدير كفاءة الطالب الفكرية.
- تفيد مع الطلاب الذين يعانون من التوحد حيث لا تقيس اختبارات الذكاء القياسية قدراتهم بشكل جيد.
يمكن تقييم العديد من الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية في الاختبارات القياسية بشكل أفضل من خلال اختبار الذكاء غير اللفظي والتي يعد مقياس لايتر للأداء العالمي من افضلها على النطاق الدولي.