ينطلق العلاج المعرفي السلوكي باللعب من نفس الأسس التي تتبناه النظرية السلوكية المعرفية في نظرتها للشخصية، والتي ترى أن جميع سلوكات الفرد متعلمة وهادفة، فالعلاج وفقاً لهذا المنظور هو ذو طبيعة نفسية تعليمية، حيث يتم تصميم الخبرة التعليمية لتحدث تغير معرفي أو سلوكي من خلال أنشطة اللعب باستخدام كل من أشكال التواصل اللفظي وغير اللفظي.
طبيعة وفنيات العلاج باللعب
العلاج السلوكي المعرفي باللعب هو علاج موجه، ومباشر، ويركز على المشكلة، حيث يستند إلى النظريتين المعرفية والسلوكية في تفسير النمو الانفعالي والاضطرابات النفسية، ويدمج المعالج السلوكي المعرفي الطفل خلال موقف العلاج باللعب باستخدام المواد الفنية، الحيوانات بأنواعها، الدمى، وغيرها من الألعاب، حيث يتم التركز خلال الجلسة العلاجية على أفكار الطفل ومشاعره ويعطي المعالج الاستراتيجية التي تساعد الطفل على تحقيق السلوك والأفكار التكيفية.
الهدف الأول الذي يسعى إليه العلاج باللعب هو تحديد وتعديل الأفكار غير التكيفية والمرتبطة بالأعراض الحالية (Knell, 1997). حيث تفترض النظرية السلوكية المعرفية وجود ترابط ما بين الأفكار والمشاعر والسلوك، والتأثيرات المتبادلة فيما بينهما.
وعليه فإن التغيير بالأفكار على سبيل المثال يسهم في إحداث تغيير في كل من (المشاعر والسلوك)، لذا فإن العلاج السلوكي المعرفي باللعب يؤكد على هذا التأثير المتبادل في العملية العلاجية.
عند بدء العلاج فإن على المعالج جمع معلومات عن الطفل من خلال الأهل، وإجراء الملاحظة الإكلينيكية، والاختبارات النفسية، وبعد ذلك يقوم المعالج بإجراء التقييم للطفل.
ويمكن أن يكون التدخل العلاجي باللعب من خلال لعب الدور، والتعزيز الايجابي، والنمذجة (Knell, 1997)، فالطفل الذي لديه مخاوف مرضية من المدرسة، يعلمه المعالج اكتساب مهارة جديدة من أجل التكيف مع المخاوف المدرسية.
كما أن المعالج قد يستخدم النمذجة لعرض سلوك تكيفي للطفل خلال الموقف العلاجي، وقد يتم إعادة المواقف التي سببت المشكلة ليتعلم منها الطفل طرق بديلة للاستجابة في مواقف مختلفة يواجها.
المقارنة بين العلاج باللعب والعلاجات الأخرى
يوجد هناك العديد من نقاط التشابه والاختلاف بين العلاج السلوكي المعرفي باللعب وغيره من طرق العلاج، حيث يكمن وجه التشابه في إقامة علاقة علاجية إيجابية، والتواصل من خلال اللعب، وإيجاد مكان آمن للطفل، وجمع مؤشرات أو ملاحظات حول سلوك الطفل لفهم مشكلته، حيث يلاحظ المعالج كيف يرى الطفل نفسه، والآخرين، والأسلوب الذي يستخدمه في حل مشكلاته، وصراعاته وخياله.
أما فيما يتعلق بنقاط الاختلاف فإن العلاج باللعب يؤكد على ضرورة وضع أهداف محددة، ويكون للمعالج دوراً فعالاً في اختيار مواد اللعب وأنشطته، ويستخدم المعالج اللعب ليعلم الطفل، ويشجع السلوك الإيجابي لديه.
ميزات العلاج السلوكي المعرفي باللعب:
استخدم هذا النمط العلاجي بشكل واسع مع الأطفال والمراهقين وأثبت فاعليته بناء على نتائج وأدلة بحثية (Compton et al 2004, Grave & Blissett 2004, McLellan & Werry 2003) .
وعلى الرغم من وجود عوامل مشتركة بين مختلف الاتجاهات التي تتبنى العلاج باللعب وتحديداً فيما يتعلق بتأسيس العلاقة العلاجية، إلا أن لهذا العلاج ميزات تجعله مختلفاً عن غيره فهو يركز على الجوانب الآتية:
- يعزز المظاهر الإيجابية لمفهوم الذات لدى الطفل.
- يعزز سلوك اكتشاف الذات
- يطفئ القلق والمخاوف المرتبطة في البيئة المحيطة.
- يتح المجال أمام حل المشاعر والاتجاهات المتناقضة حيث تظهر في إطار متكامل. (2002Friedberg & McClure ,) .
في العلاج باللعب يتم تصميم الموقف العلاجي ليسهل التعميم، فالسيناريو العلاجي يجب أن يكون موازي للمواقف الحياتية الحقيقة للطفل، ومن المهم العمل على تطوير المهارات الضرورية لدى الطفل ليطبق ما تعلمه خلال العلاج في المواقف الحياتية، وعلى الوالدين تعزيز السلوكات الجديدة لدى طفلهما وأن يمارسا دورهما في دعم ومتابعة مخرجات العملية العلاجية.