يؤكد معظم المعالجين باللعب أن هناك مواقف تبرز خلال العملية العلاجية تستدعي أن يقوم المعالج فيها بوضع حدود لتنظيم العلاقة العلاجية(Landreth, 2002). قد يتسأل المعالجون باللعب حول السبل التي يستخدمونها من أجل الاستمرار في تقبل الطفل، وبالوقت نفسه حمايته وحماية الأدوات والألعاب المستخدمة من سلوكات وأفعال عدوانية وتدميرية قد يقوم بها الطفل خلال العملية العلاجية.
في البداية على المعالج باللعب التمييز بين السلوك التدميري الرمزي للطفل، والسلوك العدواني، فقد يعبر الطفل خلال العملية العلاجية عن رغبات وأمنيات ذات طبيعة عدوانية وعلى المعالج تقبلها من أجل تسهيل عملية تفريغها، وإخراج مثل هذه السلوكات التدميرية والعدوانية(Landreth & Wright, 1997). أما السلوكات العدوانية والتدميرية والتي من المحتمل أن تعرض الطفل للأذى، أو قد تعرض الأدوات والألعاب المستخدمة في العلاج باللعب إلى الخطر أو التخريب، عندها على المعالج وضع حدود لها خلال العملية العلاجية.
أهمية وضع الحدود في العلاقة العلاجية:
- وضع الحدود يعد من الأجزاء الحيوية في عملية العلاج باللعب، أما الإجراءات المستخدمة في وضع الحدود فربما تختلف باختلاف البيئة العلاجية والظروف المحيطة، إضافة إلى أن وضع الحدود في العملية العلاجية تعد جزءاً من جميع الاتجاهات النظرية في العلاج باللعب ( Landreth, 2002).
- وضع الحدود خلال جلسات العلاج باللعب، له فوائد علاجية وتطبيقية، فهي تتيح الفرصة أمام الطفل لتعلم المسؤولية الذاتية، والضبط الذاتي نحو الأشياء الأخرى، كما تعطي كلاً من الطفل والمعالج الشعور بالسلامة الجسمية، والأمان الانفعالي، وبالتالي تمكن مشاعر الأمان الطفل من اكتشاف والتعبير عن انفعالاته الداخلية (Landreth, 2002).
- وضع الحدود في العملية العلاجية تبني أسس حيوية بين الطفل والمعالج، وتتيح الفرصة من أجل التركيز على العلاقة العلاجية التي تجمعهما معاً، وإرساء العملية العلاجية في عالم حقيقي، وجعل الطفل واعي حول مسؤولياته في هذه العلاقة.
- وضع الحدود يشجع الطفل على تطوير ضبط ذاتي، وإيجاد طرق مقبولة اجتماعياً من أجل التعبير عن المشاعر غير المقبولة (Bow, 1993).
- القدرة على وضع حدود يعد من فنيات المعالج باللعب ومهاراته، والمهارة السابقة لهذه المهارة هو فهم الهدف من وراء وضع الحدود وتحديد الحاجة لها .
أهداف وضع الحدود في العلاقة العلاجية:
هناك أهداف مختلفة تستدعي وضع الحدود أثناء العلاج باللعب كما أجملها كل من ( Landreth, 2002; Landreth & Sweeney, 2001)) وهذه الأهداف هي:.تعريف حدود العلاقة العلاجية.
- منح الطفل الإحساس بالأمن والسلامة النفسية والجسدية.
- إظهار حرص المعالج على سلامة الطفل.
- إرساء أجواء من الواقعية على مجريات الجلسة العلاجية.
- حماية المعالج، والاستمرار في اتجاهاته الإيجابية نحو الطفل وتقبله.
- إتاحة الفرصة أمام الطفل للتعبير عن اتجاهاته السلبية، دون أن يسبب الأذى للآخرين، أو أن يخاف من الإنتقام من الآخرين.
- تحسين إحساس الطفل بالمسؤولية، والضبط الذاتي.
- إتاحة الفرصة أمام الطفل للتفريغ بقنوات رمزية.
- حماية الأدوات والألعاب المستخدمة في العلاج باللعب.
- الإبقاء على معايير أخلاقية ومهنية في العملية العلاجية.
متى يجب على المعالج وضع حدود أثناء الجلسة العلاجية؟
حدد جينوت و ليبو (Ginott and Lebo 1963) ستة مجالات غالباً ما يضع فيها المعالج باللعب حدود داخل غرفة اللعب وهي:
- العدوان الجسمي اتجاه المعالج.
- العدوان الجسمي نحو التجهيزات في الغرفة العلاجية.
- السلوك غير المقبول اجتماعياً.
- السلوكات التي من شأنها أن تهدد سلامة وصحة الطفل.
- القرب الجمسي غير المناسب أو غير المقبول.
- السلوكات التي تعطل نظام وروتين غرفة اللعب.
وعندما يقوم المعالج باللعب بوضع الحدود بناء على وجود أهداف أو حاجة خلال العملية العلاجية فإنه يتوجب عليه أن يتذكر (ACT) وهي اختصار لثلاثة خطوات يجب أن يتبعها المعالج خلال قيامه بوضع الحدود وهذه الاختصار تشير إلى:
(A) Acknowledge وهي تشير إلى الإقرار والاعتراف بمشاعر الطفل ورغباته، وأمنياته.
(C) Communicate وهي تشير إلى ضرورة التواصل مع الطفل في عملية وضع الحدود.
(T) Target acceptable alternatives وهي تشير إلى إعطاء بدائل مقبولة للطفل .
يعتبر العلاج باللعب فعّال جداً كأحد أساليب التدخل العلاجي مع الأطفال الذين يُعانون من مشكلات انفعالية، واجتماعية، وسلوكية، حيث يركز على تحسين العلاقة ونوعية التفاعل بين الطفل ووالديه ويفيد في التعامل مع أطفال الفئات الخاصة كأطفال التوحد، والأطفال الذين لديهم صعوبات تعلم ، والأطفال الذين يعانون من تأثير خبرات صادمة كالإساءة بأنواعها، أو فقدان علاقات مهمة في حياتهم، أو أنهم عاشوا في ظل النزاعات المسلحة،الأطفال الذين لديهم مشكلات انفعالية، كالقلق بأنواعه، الاكتئاب، تدني اعتبار الذات، العزلة، الخجل، والأطفال الذين لديهم مشكلات سلوكية كالعنف، والعدوان، والسرقة، والكذب، الأطفال الذين يعيشون في ظروف صحية ومرضية، كالأطفال المصابين بالأمراض المزمنة، أو الأطفال المصابين بالسرطان، أو هؤلاء الذين يخضعون للعلاج بالجراحة.