يُعد اضطراب نقص الانتباه / فرط النشاط من أكثر اضطرابات النمو العصبي شيوعاً في مرحلة الطفولة وفقًا لـ DSM-5 ، فعند الأطفال يقدر بنحو 5%، كما يقدر معدل الانتشار العالمي عند البالغين بنسبة 2.8٪ ، وتشير التقديرات إلى أن حوالي 6.1 مليون طفل في الولايات المتحدة (9.4 بالمائة) تتراوح أعمارهم بين 2 و 17 عاماً قد تم تشخيصهم به وفقاً لدراسة أجريت عام 2016.
وعلى الرغم من الاعتراف واسع النطاق بأن نقص الانتباه/ فرط النشاط هو اضطراب في النمو العصبي مدى الحياة ، لكن التداخل بين أعراضه والأعراض المعرفية لحالات الصحة العقلية الأخرى يُعد كبيراً، خاصة أن الدراسات تشير إلى عدم وجود اختبار تشخيصي واحد ونهائي لهذا الاضطراب، لذا لا يعد تشخيصه مهمة سريعة أو بسيطة، مما جعل استخدام بطارية الانتباه والذاكرة في التقييم التشخيصي لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه أمراً مهماً .
أهمية أدوات القياس في تشخيص اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة
وجدت دراسة نشرت عام 2020 في مجلة “Neuropsychology” أن غالبية الأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة/ نقص الانتباه أظهروا ضعفاً في الذاكرة العاملة، كما وجدت الأبحاث السابقة أيضاً تأثيرات مماثلة على البالغين المصابين بهذه الحالة.
كما وجدت مراجعة عام 2012 نُشرت في “Clinical Psychology Review” أن الأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه يعانون من مشاكل في الذاكرة العاملة ذات دلالة إحصائية كبيرة مقارنة بالأطفال المماثلين الذين لا يعانون من اضطراب فرط الحركة.
لقد تم العمل على ابتكار وتعديل وسائل تشخيصية ذات فائدة تتناول محاور لم يتم التطرق لها في أساليب سابقة بغية الكشف عن هذا الاضطراب، لذا بدأت الدراسات على مدار كبير لتشخيص اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، وأشارت نتائج الدراسة إلى أن قياسات الذاكرة العاملة، والانتباه المستمر، وسرعة الاستجابة والتباين كانت أفضل بين المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه عن غيرهم. (APA2019)
وكان لمقياس لايتر دور كبير في الكشف عن هذا الاضطراب حيث أن الطبيعة غير اللفظية لـ Leiter-3 تزيل حاجز اللغة عن طريق بطارية Leiter-3 والتي هي عبارة عن بطارية غير لفظية تُدار بشكل فردي وتتألف من 10 اختبارات فرعية، حيث يتم استخدامه لقياس القدرة الفكرية العامة (IQ)، الذاكرة غير اللفظية، وسرعة المعالجة، وتستغرق البطارية المعرفية (أربعة اختبارات فرعية بالإضافة إلى الاختبارات الفرعية البديلة) من 30 إلى 40 دقيقة ، ويتطلب جزء ذاكرة الانتباه 20-30 دقيقة وهذا ليس كل شيء بل إن Leiter-3 يسمح أيضاً بتسجيل تفاصيل إضافية حول الأداء.
مما تم عرضه نتأكد من أهمية الأدوات التي سيتم من خلالها تشخيص اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه فكلما كانت الأداة تغطي جوانب مهمة لدى المصابين كلما تمكنا تجنب بعض المزالق الشائعة والتحكم في أعراضه بشكل أكثر سلاسة مع عدد أقل من الإحباطات على طول الطريق مما سيتيح للأفراد المصابين به بتحسين نوعية الحياة لديهم والسيطرة على الأعراض لتمكينهم نحو إنجازات أكبر .