اختبارات الذكاء ودورها في الكشف عن مشكلات التعليم

اختبارات الذكاء
3,288 المشاهدات

تعتبر اختبارات الذكاء من الأدوات الهامة التي تساعد على تجاوز المشكلات التي تعرقل العملية التعليمة وهي من أهم أدوات التشخيص للأطفال ذوي صعوبات التعلم، وتقيس التفاوت بين القدرات العقلية والتحصيل الأكاديمي، ونمط الأداء الخاص للأطفال والدلالات التشخيصية للتباين بين الذكاء اللفظي والأدائي، كما وتعمل على تمييز خصائص المتعلمين وبالتالي إيجاد الطرق الأنسب لإيصال المعرفة إليهم.

المشكلات التي تعرقل العملية التعليمية

يواجه المعلم عدداً من المشكلات التي ترتبط بالعملية التعليمية- التعلمية، تعرقل عملية التعليم وقد تؤثر في أدائه المهني، وهي مشكلات عديدة منها ما يتعلق بالأهداف التعليمية التي يتوقع من الطلاب إنجازها، ومنها ما يتعلق بطرق التدريس واكتشاف الأكثر فعالية، ومنها ما يتعلق بخصائص الطلاب وتحديد مدى قدرتهم على إنجاز الأهداف التعليمية المرغوبة، وتحديد ماهية الأنشطة المدرسية التي تناسب السلوكيات المختلفة للطلاب، ومشكلات أخرى في مجال التقويم وإنجاز الأهداف التعليمية المطلوبة. (الفياض ، 2022)

وتعتبر خصائص المتعلم من أهم العوامل التي تقرر فاعلية التعلم وذلك لأن المتعلمين يختلفون عن بعضهم البعض في مستوى قدراتهم العقلية والحركية وصفاتهم الجسدية، كما يختلفون في قيمهم واتجاهاتهم وتكامل شخصياتهم. (عياش،2019)

ومن العوامل المؤثرة في عملية التعلم :

1 – الاستعداد الفطري العقلي الذي يُحدد من خلال الذكاء، فكلما كان الفرد أكثر ذكاءً من غيره وأقوى من حيث الاستعداد أو الموهبة، كلما كان أسرع في التعلم.

2- الخبرة السابقة تعد عاملاً مهماً في التعليم وأي تعلم يقوم أساساً على الخبرات.

3- الحالة الجسمية أي وصول الفرد مستوى من النضج يؤهله للقيام بالفعالية المطلوبة، مثلاً النمو الجسمي شرط ضروري لتعلم المشي وتعلم الكتابة، وتعلم الكلام.

4- الحالة المزاجية عامل من عوامل نجاح التعلم، فلو كان الشخص غير مرتاح نفسياً يكون التعلم بطيئاً.

5- الميول والرغبات أي توجيه تعليم الأطفال بما يتناسب مع ما لديهم من ميول أو رغبات مثل تعلم الرسم، الموسيقى، أو الخطابة.

6-  وضوح الهدف يزيد من ممارسة المتعلم وإقباله على التعلم، فكلما أدرك الفرد الأهداف التي نسعى إليها من تعليمه، كلما ازداد من حماسة وإقباله على التعلم. (عياش،2019)

أهمية اختبارات الذكاء في تجاوز العقبات التعليمية

يختلف التلاميذ في قدراتهم واستعداداتهم وهذه الاختلافات تؤثر في صلاحية كل منهم لنوع الدراسة، كذلك فإن اختلاف قدرات التلاميذ واستعداداتهم وميولهم يؤثر في مدى استفادة كل منهم مما يقدم له في مادة تعليمية، وفي مدى الحاجة إلى الرعاية، فالتلميذ المختلف عقلياً يحتاج إلى مواد دراسية تختلف في نوعها وكمها عما يحتاج إليه التلميذ متوسط الذكاء أو مرتفع الذكاء. (عياش،2019).

لذا فإن توظيف الاختبارات النفسية في العملية التربوية والإرشادية، أصبح شيئا إلزامياً وضرورياً لمعرفة خصائص وميول وقدرات التلاميذ من أجل مساعدتهم في فهم إمكانياتهم، وتوجيههم نحو المسار الدراسي والمهني الملائم لهذه الاستعدادات. (ياسين، 2019)

 وقد انتقد جاردنر في كتابه أطر العقل عام (1983 ) اختبارات الذكاء التي تقـيس الذكاء أنه قدرة عقلية عامة (عامل عام)، حيث رأى أنها متحيزة ثقافياً كما أنهـا تقـيس نوعين فقط من الذكاء هما: الذكاء اللغوي والذكاء المنطقي أو الرياضي، وأكد على أنـه لا يوجد شيء واحد اسمه ذكاء، وأن الذكاء يتكون من ذكـاءات متعـددة، وأن جميـع الأفراد لديهم سبعة أنـواع مختلفة من الذكاءات بدرجـات متباينة هي: اللغوي، المنطقي – الرياضي، المكاني، الجسمي – الحركي، الموسيقي، الشخصي، الاجتماعي). (عثمان، من دون تاريخ)

لذا كان لابد من الأخذ بعين الاعتبار نظرية الذكاءات المتعددة في التدريس والتي تتوافق مع الدراسات الحديثة للدماغ والتي قامت على أساس تجزئته وتصنيف القدرات الدماغية واختلافها من شخص إلى آخر. (عثمان، من دون تاريخ)

فاعلية استخدام اختبارات الذكاء:

تكشف لنا اختبارات الوظائف الذهنية أو العقلية عن قدرات الفرد العقلية وإمكانياته واستعداداته الخاصة، وعلى ضوء نتائجها يمكن لنا أن نوجه الفرد إلى العمل المناسب لقدراته.

يصنف( رابين Rabin) استخدام مقاييس الذكاء إلى مستويات أهمها، استخدام مؤشرات كمية للوظيفة العقلية كما في نسبة الذكاء، وتتمثل أوجه استخدام هذا المؤشر في الأمور التالية:

– دراسة التفاوت بين نسبة الذكاء والتحصيل المدرسي، فقد يكون ذلك علامة على اضطراب انفعالي يتطلب تدخلاً علاجياً.

-تشخيص التخلف العقلي، من حيث أن نسبة الذكاء تعتبر مؤشراً هاماً لتحديد مستوى ذكاء الفرد وتقويمه، (عادياً، متأخراً أو متخلفاً، متفوقاً)

–  التوجيه المهني ونسبة الذكاء، فهناك ارتباط بين المستوى المهني ونسبة الذكاء.

 – التنبؤ عن الفعالية لعلاج معين: فمثال يستحيل أن يستجيب المتخلف عقلياً للتحليل النفسي وغيره من الأساليب العلاجية التي تعتمد على التداعي الحر، والتعبير اللفظي والتجريد

 – التشتت داخل الاختبار الواحد، والذي يتمثل في الفشل في فقرات أو أسئلة سهلة والنجاح في فقرات صعبة في الاختبار الواحد

 – التحليل الكيفي للاستجابات: وهذا يتطلب من الأخصائي أن يعرف طبيعة الاختبارات وما يقيسه كل اختبار، والدلالة النفسية لمختلف الاستجابات، إذ يتحدد أداء الفرد في أي اختبار بعوامل نفسية معينة، مثل الحالة الانفعالية، والدافعية، والعوامل اللاواعية، وما لها من تأثير على مستوى الأداء، لذلك يتعين على الأخصائي النفسي أن ينتبه إلى كل هذه العوامل ومدى تأثيرها على أداء المفحوص في الموقف. (صليحة ودليلة، من دون تاريخ)

لذا فإن المدرسة هي المرحلة الأولى التي تسمح بالتعرف على ذكاء الفرد ونوعه، وتساهم العملية التعليمية التربوية في تنمية قدرات الفرد العقلية والذكائية على وجه الخصوص، وتسمح للمعلم بالتعرف على قدرات هذا الفرد ودعمه بالبرامج التعليمية التي تساعده في الارتقاء بذكائه إلى أبعد نقطة ممكنة.

كما أن دعم الطفل في ذكاء معين يسمح له بتحديد ميوله واتجاهاته وتطوير خبراته التعليمية، ويكون ذلك من خلال البرامج والأنشطة التعليمية التي يقدمها المعلم داخل المدرسة، وهذا ما يسمح له فيما بعد باختيار توجهه في المراحل التعليمية المقبلة كالثانوية والجامعة، والتي يكون قد تحصل فيها على القدر الكافي من الخبرات المتحكمة في نوع ذكائه ،والذي على أساسه سيختار المادة التي يرغب في التخصص فيها. (ياسين،2016)

المراجع:  

  1. الفياض، فاطمة: المشاكل التي تواجهها العملية التعليمية من وجهة نظر علماء النفس التربوي، صحيفة المثقف، العدد 5608، الرابط:  https://www.almothaqaf.com/qadayaama/qadayama-14/86518، تم الاطلاع بتاريخ 12 – 01 – 2022م
  2. عياش، محمد، ليث (2019-2020)، علم النفس التربوي، وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، جامعة بغداد، كلية التربية للعلوم الصرفة ابن الهيثم، قسم علوم الكيمياء المستوى الأول.
  3. صليحة، القص، و دليلة، عطية،(من دون تاريخ): الصعوبات التي تواجه الأخصائي النفساني في تطبيق الاختبارات النفسية في الوسط العقابي (السجون)، جامعة الحاج لخضر باتنة. مخبر بنك الاختبارات النفسية والاجتماعية والمهنية.
  4. عثمان، حسن الملك، عبد المنعم (من دون تاريخ): خصائص وأساليب تعلم الطالب وتعليمهم وفق أنماط ذكائهم، قسم إعداد وتدريب المعلمين بالجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة ،المملكة العربية السعودية.
  5. ياسين، حبال (2016): تقنين اختبار كاتل للذكاءالمقياس الثالثعلى تلاميذ السنة أولى ثانوي، أطروحة للحصول على شهادة دكتوراه في العلوم، في علم النفس، تخصص القياس والتقويم، جامعة وهران2، كلية العلوم الاجتماعية.

0 Reviews

Write a Review

آخر المشاركات